الـ SEU و UX لماذا يشكّلان تطابق مثالي

من خِلال سلسلة من التّحديثات الخوارزمية، تُظهر شركة جوجل أهمية إحتياجات المُستخدم. لتحقيق نتائج أفضل في تحسين مُحرك البحث، يوضح جوجل أن عَمليات الـ SEU و UX ينبغي أن تكمّل إحداها الأخرى.

كما ترى، لا يقتصر الأمر على التّركيز فقط على الكَلمات المفتاحية أو الرّوابط الخَلفية أو إستضافة مَوقعك على خُطة إستضافة VPS المُلائمة لـ SEO. لكي تكون ناجحًا، ستحتاج إلى جذب المُستخدمين ( SEO) والحفاظ على تفاعلهم، مما يقود إلى التّحويلات (UX).

---

تَجربة الموقع وعناصر الويب الحيوية الأساسية

يتّضح التّكامل بين SEU و UX من خلال إدخال عناصر تجربة الموقع الإضافية المَعروفة بأسم Core Web Vitals. تعرّف جوجل عناصر الويب الحيوية الأساسيّة بأنّها قائمة من عناصر قابلية الإستخدام الأساسيّة التي تحدث في الوقت الفوري. وهي مُصممة للتّأثير على ما يشعر به المستخدمون عند إستخدام موقع إلكتروني ولتحسين جَودة تَجربة المُستخدم.

ومن بين العناصر الحيوية الأساسية للويب تحميّل الصَفحة والتّفاعل والثبات البَصري. وقد دأبت جوجل منذ عدة سنوات على إضافة عوامل جديدة بشكل منهجي إلى عناصر الويب الحيوية الأساسية. والهدف من ذلك هو ضمان أن يكون تفاعل المُستخدم مع الموقع الإلكتروني سهلًا ومُرضيًا، وأن تكون وظائف الموقع متمحورة حول المُستخدم.

تتضمّن عناصر الويب الحيويّة الأساسيّة ما يلي:

1. أكبر رسم للمُحتوى (LCP) – تَحميل الصفحة؛ هذا المقياس هو مقياس للمُدة التي يستغرقها تَحميل الصَفحة وينبغي أن يستغرق أقلّ من ٢,٥ ثانية.
2. تأخّر الإِدخال الأول (FID) – التّفاعل؛ وهو مقياس لزمن إستجابة الصّفحة لتصرفات المُستخدم، وينبغي ألا يتعدى هذا العامل 100 ميلي ثانية.
3. إزاحة التخطيط التّراكمي (CLS) – الثّبات البَصري؛ ويقيس هذا المِقياس المدة الزمنية بين تَحميل الصّفحة وموضع العنصر النّهائي، وينبغي أن يقل عن ٠,١. والهدف منه هو تجنب ضغط المُستخدم عن غير قصد على إِعلان أو رابِط آخر تم تحديده نظراً لتغيير في تَخطيط الصّفحة.

تشترك SEU و UX في الكثير من المفاهيم المُشتركة التي لها تأثير إِيجابي لكل منهما على الآخر. سيساعدك التنفيذ الجيد لتجربة المُستخدم وتَحسين مُحركات البحث على الإقتراب من الهدف المُشترك المتمثّل في زيادة التحويلات.

---

نتائِج البَحث

بينما يمكن لأخصائي الـ SEO أن يبدأ جهوده قبل ذلك بكثير، فإن إجراءات UX تؤثر على الموقع الإلكتروني. يُمكن أن يكون خلق مَشاعر معيّنة نقطة البداية حتى قَبْلَ وصول المُستخدم إلى موقعك الإلكتروني. نتائج البحث هي المكان الذي يبدأ فيه هذا الأمر. فكيف يمكن للمرء أن يخلق انطباعاً أولياً جيداً؟

تُساهم عدّة عناصر أساسيّة في توليد الإهتمام في نتائج البَحث:

• إستهداف الكلمات المفتاحية – على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك إتجاه من جوجل لمحاولة ضمان حصول المُستخدمين على أفضل إجابة ممكنة لإستعلام البحث الخاص بهم من خلال الترويج للصفحات التي تجيب على سؤال المُستخدم على أفضل وجه. قد تجد أن العِبارات التي تعتقد أنها مُترادفة تعود بنتائج مُختلفة، لذا يجدر بك التحقق من نتائج البحث.
• بنية عنوان URL – تتفق SEU و UX في هذا الأمر. فعناوين URL القصيرة والواضحة يسهّل على المُستخدمين تذكرها وبناء الثقة.
• العنوان – يُمكنك التأثير على قرار المُستخدم لصالحك من خلال تحسين عنوان الصفحة بشكل صحيح وتضمين الكلمات المفتاحية ذات الصلة. تعطي علامات العنوان للمُستخدمين فكرة فورية عما يمكن توقعه من موقعك.
• الوصف التعريفي – شجّع المستخدمين على زيارة موقعك من خلال وصف تعريفي مُحسَّن وجذاب يتضمن دعوة لاتخاذ إجراء.

---

الإستجابة للجوال

تستحوذ أجهزة الجوّال الآن على أكثر من نصف زيارات الموقع الإلكتروني. ولهذا السبب قدّمت جوجل فهرسًا للجوال أولاً. وكما يشير الأسم، تُصبح نسخة الجوّال من الموقع الإلكتروني هي نقطة البداية التي يقيّمها جوجل عند تصنيف الموقع الإلكتروني.

---

سُرعة الصّفحة

مُستخدمو الإِنترنت اليوم غير صَبورين. قد تُعاني من عواقب تخلّي المُستخدمين عن موقعك الإلكتروني والذهاب إلى موقع مُنافس إذا إستغرق تحميل الموقع الإلكتروني وقتاً طويلاً جداً. ولتسريع الموقع الإلكتروني، ومن المهم أن تتأكد من تحسينه، وإستخدام إستضافة VPS سريعة، وإستخدام التّخزين المؤقت، وتجنّب مُحتوى الوسائط المُتعددة الثّقيل وكثرة المكونات الإضافية.

يُمكنك إستخدام أَدوات مِثل Page Speed Insights أو Pingdom Tools أو GT Metrix للمُساعدة في تحديد مدى سرعة أداء الموقع الإلكتروني. يُمكنك تَحسين مقايّيس سُرعة صفحتك بإتباع إقتراحاتهم.

---

التنقل وبنية المَعلومات

يعد التصفح بوضوح وسهولة الإستخدام أمر مهم للغاية لطريقة النّظر إلى الموقع من منظور تجربة المُستخدم. يحتاج المُستخدمون إلى أن يكونوا قادرين على إيجاد المَعلومات التي يبحثون عنها بسهولة وتحديد مكان وجودهم على الموقع في أي وقت.

ويُعد البَحث في الموقع مهمة جدًا أيضًا. ومع ذلك، فهي لا تؤدّي الغرض منها دائمًا ولا تضمن أن يجد المُستخدم ما يبحث عنه بسرعة. وغالبًا ما يَلجأ المُستخدمون إلى خانة البَحث فقط حين يشعرون بخيبة الأمل من بُنية الروابط الداخليّة الرئيسية.

يتم الجمع بين كل من SEU و UX في قائمة مُصممة بشكل جيد. تتأثر عملية SEO بأسماء الفئات ونصوص الربط المناسبة.

---

الرّوابط الدّاخلية

تخدم الروابط أغراضًا أخرى تتعلق بـ UX بالإِضافة إلى تَوفير أوصاف مُناسبة للرّوابط الدّاخلية لأهداف SEO. يُمكنك زيادة مِقدار الوقت الذي يقضيه المُستخدمون على موقعك وتوفير وصول سهل إلى المُحتوى الذي قد يهمهم من خلال تضمين روابط لمقالات أو مُنتجات ذات صلة داخل المحتوى لديك.

من خلال زيادة قيمة عربة التسوّق، يُمكن أن تساعد الرّوابط في الوِحدات ذات المُنتجات المماثلة أو التكميلية كذلك في زيادة المبيعات.

---

أزرار الحث على إتخاذ إجراء

تم تصميم الدّعوة إلى العمل للحث على إتخاذ إجراء ما. وبالعادة ما يَكون هذا عنصر تفاعلي (مثل رسم أو رابط نصي) مُصمم لحث المُستخدم على القيام بشيء ما.

ومن منظور SEO، فإن المهم هو وصف نص الإرتباط لرابط معين. والأهم من ذلك هو إستجابة المُستخدم بصورة صحيحة للعُنصر وإتخاذه إِجراءً مُحددًا يؤدي إلى تحويل، وهو أمر مهم من منظور UX. وغالبًا ما يؤدي النّسخ المُصغر لدور حاسم – عند إستخدامه بصورة صحيحة، يُمكن أن يؤدّي إلى تحقيق نَتائج مَلموسة.

---

---

المُحتوى

المُحتوى ليس دائمًا بجودة عالية عند كتابته لـ SEO. كما أنه في كثير من الأحيان لا يتماشى مع توقّعات المُستخدم. فمن المُهم أن تتذكّر أن دورك لا يقتصر على مُجرد تضمين الكم المناسب من الكلمات المفتاحية في المحتوى لديك. يجب أيضًا أن تشرك المُستخدم وتشجعه للبقاء على الصّفحة لفترة أطول من الوقت.

من المهم إستخدام عناصر غنيّة بصرياً لأن المستخدمين اليوم يميلون إلى مسح النص بدلاً من قراءته بدقّة. بعض هذه العناصر هي:

• العناوين (تحتوي على كلمات رئيسية وتنظيم المحتوى)
• القوائم المُدرجة والنقاط
• النصوص العريضة

---

الإختبارات

يُعد إختبار الحُلول الحديثة مبدأ أساسي لـ UX، ومن المُفيد تَطبيقه على SEO. في وقتنا الحالي، يتم تَحسين مَواقع الإنترنت للمُستخدمين – الأشخاص العاديين – وليس فقط لروبوتات وخوارزميات مُحركات البحث. لن تكون ناجحًا إذا استثمرت في إستضافة VPS الحَديثة مع SSD NVMe، ولكنّك ستنسى مبدأ SEU و UX.

قد يكون من المضلل والضار في بعض الأحيان الإعتماد فقط على تجربتك الخاصة. للحصول على منظور أوسع، من المفيد إختبار حلول مُختلفة وإستخدام إختبار A/B.

ليس هذا هو المُستقبل فقط، بل هو الواقع الحالي للتّعاون الوثيق بين SEU و UX. فبدون تنفيذ عناصر UX بشكل صحيح، لا يمكن أن يكون هناك تحسين فعّال لمُحركات البحث. من خلال الجمع بين الاثنين، يمكنك زيادة التحويلات وإنشاء موقع يلبي المعايير والتوقعات الجديدة التي يتوقعها المستخدمين.

في المجال المتنامي للتّسويق عبر الإنترنت المعروف باسم SXO، يتضح هذا المزيج المثالي. ولهذه الشراكة مُستقبل واعد نظراً لتركيز جوجل على مشاعر المُستخدمين وسلوكياتهم.

---

الخلاصة

في ظل الواقع الرقمي اليوم، لا شك أن SEU و UX يُمثلان تطابقًا مثاليًا في الواقع الرّقمي الحالي. ويعزز تركيز جوجل على فكرة أن SEU و UX يجب أن يعملان في تناغم وانسجام ليحققا ترتيبًا متفوقًا في محرك البحث، كما يتضح من تحديثات الخوارزمية وإدخال عناصر الويب الحيوية الأساسية.

مبادئ وأهداف كلا التخصصين هي نفسها. يكمل كل من SEU و UX بعضهما البعض لخلق تجربة ويب شاملة تركز على المُستخدم، سواء كان ذلك من خلال تحسين المُحتوى أو تحسين إستجابة الأجهزة المحمولة أو زيادة سرعة الصفحة أو تحسين التصفح.

والأكثر من ذلك، فإن التّكامل بين SEO و UX ليس شيئًا للمستقبل البعيد، بل هو حقيقة واقعة اليوم. ولكي تنجح عملية SEO، ولكي تزداد التّحويلات ورِضا المُستخدم، فإن التنفيذ الفعّال لعناصر تجربة المستخدم أمر ضروري.

ويتجسد هذا التّعاون في المجال الناشئ للتسويق عبر الإِنترنت المَعروف بأسم SXO، والذي يعد بمستقبل مشرق ويتماشى مع أسلوب جوجل الذي يركّز على المُستخدم في التفاعل والتصرّف على الإِنترنت.

أسئلة شائعة